مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 2 خطاب الزعيم في بشامون [3
 
 
 
من محفوظات الأمين جبران جريج
 

أيها القوميون الاجتماعيون،


قد أمـَمْنا اليوم بشامون لأن بشامون كانت ليس فقط رمزاً لـمبدأ وعقيدة، وقوة، بل لأنها كانت قوة عظيمة على صغرها، جبارة على قلة عددها من قوى نهضة قومية اجتماعية تـمثّل فيها حياة أمة عظيمة.


قد أمـمنا بشامون... في زيارة أولى مني إليها بعد زيارتي الأولى التي قمت بها في ليل داج، في غفلة مـما تسببت به الأحداث الـخطيرة. قد أمـمناها في هذه الزيارة الأولى بعد تلك، إظهاراً منا لعظمة ما في بشامون وما ثبت في بشامون عام 1943.


عُرفت بشامون ولا تزال معرفتها معرفة ناقصة جداً. إنّ بشامون الـحقيقية هي بشامون التي وقفت [هي] نفسها، التي وضع شبابها أرواحهم على أكفهم وقابلوا الـموت. إنّ بشامون هذه هي بشامون معقل الـحركة القومية الاجتماعية. لقد نهضت بشامون في ذلك، ونهضت معها عين عنوب. ليس باسم الاستعباد. لم تنهضا باسم الذل والانقياد. وباسم غضبة الـحرية والعدالة. نهضتا للدفاع عن نقطة كان يجب أن تبقى حــرة باسم الـحركــة التي يجب أن تسير لـحماية أمة تألب عليها الأعداء ليخضعوها أبد الدهر.


في تـلـك الوقفـة سمت بشـامون التي نـجتمع فيها مع بشامون كل قلب قلب من أحبنا وقلب من أحب لنا السوء.
في تلك الوقفة التي فعلت، وقفت النهضة السورية [القومية] كلها. انتصرت هذه النهضة العظيمة انتصارها الأول، وحققت فعلاً هاماً جداً، وإن يكن قد بقي ناقصاً. حققت انتصاراً في نزاع حياة أو موت. حققت تنفيذ سيادة الشعب.


تلك كـانت وقفـة أولى. ليس بشـامون فقط. بـل النهضـة السورية القوميـة الاجتماعية في بشامون. وفي الـمرة الثانية، في تلك الـمرة حيـن زرتها في دجى ليل وفي غفلة من الناس، وقفت بشامون مرة أخرى، وقفت بشامون هذه الـمرة لتكمل ما بقي ناقصاً في الوقفة الأولى لتجعل من علم الاستقلال في هذه الأرض، ليس بيارق زينة... بل أفياء حرية حقيقية لكل من يعيش تـحت هذه السماء.


في هذه الـمرة أيضاً وقـف القـوميـون الاجتمـاعيـون لا في بشامون وفي عين عنـوب، وفي هـذه الـمرة أيضـاً وقفت معهم النهضة السوريـة القوميـة بأسرها، لأن النهضة، لأن القومييـن الاجتماعييـن في كل البلاد السورية وقفوا معهم وآزروا هذه الوقفة التي وقفها القوميون الاجتماعيون في بشامون.
وكما في الـمرة الأولى انتصرت إرادة الـحياة الـحرة على إرادة الاحتيالات على سيادة الأمة وحقها في الـحياة..
في هـذه الـمرة أيضاً انتصـرت هـذه القـوة الصغيـرة بعـددها الصغيـر، بإيـمانها بفعاليتها. انتصـرت النهضـة السوريـة القومية الاجتماعية على رجعية كانت ولم تزل أدهى من احتلال أجنبي كان يسيطر في البلاد.


في هذه الوقفة حققت النهضة القومية الاجتماعية في بشامون مبدأ يجب أن يبقى واضحاً في ذهن كل حي: إنّ الـحياة كلها وقفة عز فقط.
إنّ الإنسـان عنـدما يتجرّد من العـز ينحـط إلى أدنـى من دركـة الـحيوان، لأن الـحيوان يرفض أن يعيش إلا بالعز.
في ذلك الصراع وحيث تقدمت إلينا مساومـات لكي يسلّم الزعيم ولو تسليماً رمزياً لـمدة لا تزيد ساعات شرط أن تؤمن سلامة الزعيم أجبتهم إنّ سلامتي في نظري تعني لي هذه التكة ـ (وفقش أصابعه).


أجل إنّ سلامتي لم تكن ولا تعني لي إلا تكة (إصبعين). إنّ ما يعني لي شيئاً يـمكن أن أتـمسك به بكل قواي فهو مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية. وزدت في جوابي قائلاً: ـ في الأخير إنّ مسألة الصراع الـحاضر ليست مسألة سلامة الزعيم، إنها مسألة سلامتي وسلامة الذين يهاجمونني... أما سلامتي فقد عرضتها من زمان فيبقى أن تسألوا الذين يريدون أن يهاجموني إذا كانوا يريدون أن يعرضوا سلامتهم.
قلت ذلك مؤمناً بكم أنتم... أنتم الذين أصبحتم جيش نهضة حقيقية. وباستحقاقكم أن تكونوا جيش النهضة استحققتم أن تكونوا أمة حية ناهضة... قلت ذلك مؤمناً بأن هؤلاء الرجال والنساء الذين جعلوا مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية تعبيراً صافياً صادقاً عن وجودهم وعن جمال نفوسهم، وعن حقيقة كيانهم هم جماعة لا يبيعون الشرف بالسلامة ولا العز بتجنب الأخطار.


وفي الأخير انتصرت النهضة السورية وانتصر مبدأ العز. وبهذا الانتصار نـجتمع اليوم أحراراً أعزاء كما اجتمعنا في الـماضي باسم نهضتنا. وهذه الانتصارات ليست لنا وحدنـا، بل لأبـناء شعبنـا جميعهم الذين يعطوننـا لـجهلهـم، أما نحن فنحررهم بحلمنا ومعرفتنا.


أيها القوميون...


إنّ طريقنا، طريق طويلة لأننا حياة لن تزول، إنها طويلة لأنها طريق الـحياة. والـحياة هي جوهر فاعل مستمر وهي قيمة الوجود. فما دامت الـحياة تسير فعملنا لا ينقطع. عملنا يستمر لأن مشاكل الـحياة الـحرة لا تنقطع.
إننا حاربنـا الاحتـلال الفرنسي سنوات عديـدة. حـاربنـا ذلك الاحتـلال غير معتمدين إلا على قوانا وجهودنا فقط.


وعندما ارتـمى الاحتلال الفرنسي في البحر، كنا نحن الـمنتصرين الـحقيقيين، الذين عملـوا باستقـلال حقيقي عن كل إرادة أجنبية. أما الأحزاب التي جسدت الـحزبيات الدينية في هذا الـموطن فكان ما تضمنته تعلن فيه دون حياء أو خجل أنها موجودة للتعاون مع الأجنبي الـمحتل. فبالصداقة والتعاون مع الأجنبي تظاهرت بالأخير، وبعد أن انقلب ذلك أو أوشك أن ينقلب ولم يعد شك بأنه سينقلب، خرجت تلك الأحزاب تـمشي في ساحات بيروت مدعية أنها هي كانت تـحارب الاحتلال.
إنّ أزكى الشهادات في الـحياة هي شهادة الدم، والدم الوحيد الذي سفك في الـحرب الأخيرة هو دم سوري قومي اجتماعي.. مع ذلك أيها الرفقاء إنّ مهمتنا لم تكن فقط محاربة الانتداب الفرنسي أو الاحتلال.
في رسالتي (من السجن) إلى محام تبرّع في الدفاع عن الـحزب في ذلك الـحين لأنه كان مستـاء من الانتداب ـ انقلب على الـحزب عندما رضي عنه الانتداب ـ في رسالة مني إليه قلت: ـ إنّ الانتداب لم يكن الدافع الوحيد.


إنّ نفوساً بدون هذا الإيـمان، بدون هذه الثقة، إنّ نفوساً تـمكّن منها الوجل (أو عدم الـخجل)، فقدت كل معنى للحياة... نحن منذ البداية لنا كل ثقة بالنفس وبالـحياة.
ورغم الـمخاوف التي تـجسمت (أو تضخمت) في الأوساط اللبنانية... نحن نقول للبنانيين: ـ نحن لا ننزعج ولا نزعج الكيان اللبناني.
نحن نؤمّن للشعب حياة حرة من الآن وإلى الـمستقبل. نحن ننظر إلى أن يكون انتصاره بنا نهائياً. نحن ننظر إلى تلك الساعة ليتقدم الذين حاربنا لهم بدون خوف ويطلبوا هم الـمجد الذي نريده لهم.


هذه نقطة من نقاط عملنا وهنالك أخر في الاجتماع والاقتصاد إلخ...
الشعب، يكاد يزهق من فقدان الـمواسم ومن خراب اقتصاده (حيث) يقوم دجالون في الاقتصاد والأزمة، يوهمون الشعب أنّ هذه الأزمة تزول بتدبير أخرق... يعللون الناس كما كانت تعلل الـمرأة أطفالها بالـحصى أن تنضج... والـحصى لا تنضج.
«طبخة بحص».


في صفـوف كـل فئـة ماذا تـجد؟ هل حققت هذه إصلاحاً واحداً يبرز إلى الوجود، حقيقة إصلاحية واحدة. إنّ برهانها من عملها... نحن برهاننا من عملنا، نبرز ما عملنا وليأتوا هم بـما عملوا.


باسـم مبـادىء الـحـركـة، نحن كنـا أول اللبنـانييـن وأحسنّا العمل في توحيد الشعب في لبنان. ونعمل إلى أن نوحّد سورية كلها. وماذا يحدث للبنان؟ يكون لبنان في ذراها...
نحن وحّدنا سورية قومياً أما سياسياً فهذا متروك لأهل السياسة. ولا تزال هنالك أسباب عائقة للتوحيد السياسي «قياساً على مفهوم السياسة»... إننا لم نـمس منه شيئاً وليطمئن السياسيون في ذلك.


إنّ هناك مخاوف تعشش في أدمغة بعض الناس. وهؤلاء الناس حريصون أن يكونوا... في الـخوف. ينشرون الـخوف شمالاً ويـميناً ويقنعون الناس بأن الـخوف أفضل طريق للحياة.
نحن ندرك أنّ مخاوف عششت في أنفس تعودت الـجبانة ولم تقف في حياتها وقفة عز قط. نحن نعرف ذلك ونعرف أنها تبني الـخوف تنشره شمالاً ويـميناً، ونعرف أنها لا تقدر أن تصمد...


قد آزرنـا من آزَرَنا حبـاً لا تـزلّفـاً إلى صـداقـة ولا إلى أي خير شخصـي. ونحن نعمل لإصلاح الشعب. وقد برهنا، ليس بالـمقالات الطويلة في الـجرائد ولا بالـخطب تلقى بأدوات مستأجرة ولا بأي شكل من الزخرف السطحي، بل بالأفعال والـحقائق...
... إننا نهضة إصلاح لأحوال هذه الأمة. وبرهنّا بالأرقام والأعداد. برهنّا لا باحتجاجات...

 

... سرنا نحقق الإصلاح الـحقيقي نـجمع الشعب... أمة واحدة بإرادة واحدة بقيادة واحدة نحو الـمجد والعز.
قد حققنا بالفعل ما عجز عن تـحقيقه جماعات ادّعت أنها جماعات إصلاح. والـحقيقة... لم تكن إلا جماعات طلاح تنادي بالإصلاح على أسس فاسدة، وكيف يبنى على الفاسد صحيح؟


تنـادي فئـة أنهـا للبنـان وأنّ اللبنـانـي وحـده متفـوق. لا يضم إلى لبنان إلا طائفتيـن ـ فئتين: فئة تعلن أنها للعرب. وأنّ العرب تعدّ سبعيـن مليوناً وتضم قارات بلا رابطة جغرافية ولا تـحقق إلا نـجاحاً طائفياً. وحزبية أخرى وهي التي تـحاول أن تخترع قومية...
كانت تلك الـحرب طبيعية ضد كل إرادة يـمكنها أن تـجدي بإلغاء سيادة الشعب، إذلال الشعب، تـحوّل حريته إلى استعباد يطل فيه حراس وطنيون... أما وراء الستار سادة... لذلك لا تزال حربنا طويلة.


نحن لم نعادِ لا عهداً ولا رجال عهد، ولا تدخّلنا في خصوصيات شخصية ولا حاربنا فرداً من الأفراد. بل نحن آزرنا الذين تـحولوا في الأخير إلى الـموقف الذي كنا نقفه... آزرنا في كل خطوة... رغم الصفعات التي وجهت إلينا... ونحن اليوم لا نزال كما كنا في.... الـماضي لا نزال.. في خطتنا الأولى.
قد نتلقى صفعات... ونؤازر كل من أراد لهذه الأمة خيراً. وأول (ما يطلب منه) أن يحترم حرية الشعب. حرية الفكر... يجعل هذه الأمة قوية حرة سيدة متفوقة.
وأنـا بعــد في الأرجنتيــن، أرسلـت في رسـالتي التي تليت عليكم في «يوم الإصلاح» (1946) تـحية إلى الذين تسلموا الـحكم ليطمئنوا إلى أنّ قوة هذه النهضة... بوجوب طرد الأجنبي...


نحن رجوناهم، لا رجاء ضعفاء بل رجاء أقوياء. ورجاء القوي يزن أضعافاً، إلى ما لا نهاية له عما يزن رجاء الضعيف.
نرجوهم ونحن قد برهنّا لهم حين آزرناهم في الشدائد وفي الـمواقف الـحرجة أن يسمحوا لنا أن نؤازرهم أيضاً... وإنّ منا من مشى إلى انقاذهم حين لا يـمكن أن ينقذوا إلا بـمبادىء الـحركة السورية القومية الاجتماعية. بـمبادىء النهضة... قد نحاربهم أحياناً. وكنا نحارب حرب الأخ لأخيه من أجل عزه وشرفه. ولكننا لم نقصد قط أن يكون الـخير الذي نقصد إقامته لنا ولهم جميعاً، لم نقصد قط أن يحرم أحد منه...


إنّ أدلة كثيرة مـما جرى في هذا الوطن تثبت، ليس لنا فقط، بل أيضاً للذين طال الأمد عليهم ليقتنعوا أنه لا إنقاذ للبنان ولا لأية بقعة من وطن الأمة السورية، إلا بهذه النهضة ومبادئها الـمحيية... الـمثل الأخير الذي كنا نود أن لا نكون احتجنا إليه في بحث عملية الإنقاذ، هذا الشاهد الـمرّ الـمحزن الـمفجع فلسطين الشهيدة. فقبل أن تقع الكارثة صحنا بالناس وقلنا إنّ الكارثة وشيكة... رأينا الـحالة. ولم يكن هنالك قوة. وهذه النهضة تُـمنع، من كتل سورية، عن السير للإنقاذ في فلسطين. وبعد دأب في إيضاح موقفنا، حمّلنا أصحاب سياسات الـخصوصيات مسؤولية النتائج التي نتجت عن أعمالهم من الـخراب وما سينتج بعد ذلك التاريخ..
يعللوننا بتدبير شيء من النقد النادر. اتفاقات مساومات، وكل هذه شؤون لا تـمس العلة أبداً، لأن العلة في الأساس ولا يـمكن أن تعمّر فوق الأساس إلا على أساس متين ولا يعمّر فوق لا أساس...


لا أسـاس لانفـراج ضيـق النـاس في لبنـان وفي الشام، ولا في أية بقعة من بقاع الوطن السوري إلا بـمبادىء الـحزب السوري القومي الاجتماعي كاملة غير منقوصة حرفاً واحداً.


إذاً نترك الذين يريدون أن يتلهوا بالقشور. تركنا لهم أن يلهوا. لم نتعرض للعبة أرادوا أن يلعبوها. لم نرمِ طاولة النرد من أمامهم. ليلعبوا... حتى كل الوقت الذي يريدون. ولقد رجوناهم مراراً. ونحن نتركهم يلعبون أن لا يعرقلوا بعض أعمال بسيطة اردنا أن نقوم بها وليس بها إلا الـخير للشعب ولهم أيضاً، لأنه إن خسروا من مادة فسيعوض عليهم من الـمادة وفوق ذلك العز والشرف. ونحن لا نزال نرجوهم، نرجوهم أن يتركونا نستمر في بعض الأعمال البسيطة التي ابتدأناها.
لا نــزعـج ولا نصيـح ولا نصخـب لا في الصحـف ولا في الشـوارع. عملنا منذ البداية في الـخفـاء... ونفضـل أن نعمل غير منظورين... نعمل بهدوء ونعمل باستمرار دون ضجيج ولا غوغاء ولا تبجح لإقامة الأسس الصحيحة التي بنيت عليها أمجاد هذه الأمة العظيمة الكريـمة.


إعطاء الـمتهم الفرصة اللازمة للبرهان عما يفعل في سبيل الـخير... ونحن... آزرنا كل فعل قام به الذين أعلنوا أنهم سينفذون... إلى أن أعلنوا الهدنة مرتين والتراجع مرات للانتهاء بكارثة لم يشهد التاريخ مثلها في هذه البلاد.


قال عدد من الساسة هنا وفي أمكنة أخرى، لـماذا يقوم الناس علينا... نحن لا نزال في فلسطين. إنّ خزينا كله أننا لا نزال في هذه الـمهزلة. فيا ليتنا لم نكن في هذا الـخزي والعار.
حيـن نريد أن نكون في فلسطيـن نريد أن نكون قضية حية، قضية حقيقية لا تخون القلوب التي تخفق من أجلها ولا تخون القلوب التي بها تخفق. وبدون قضية من هذا النوع لا تنقذ فلسطين... ولا يفتح للأمة مجال للعز والـمجد.


أيها السوريون القوميون الاجتماعيون، إنّ الأمة السورية بأسرها، إنّ قضاياها كلها إنّ مصيرها مربوط بخفقان قلوبكم ودوران دمائكم ومتانة أخلاقكم وإيـمانكم...
إنّ سورية كلها تنتظر سيركم الظافر. إنّ الساعة التي أراد أحد الـخطباء أن تكون سريعة حين يعلن الزعيم أمراً بالسير نحو إنقاذ فلسطين هي ساعة يجب أن نعمل بإعداد قوانا. وإلى أن تأتي هذه الساعة لن نقف ساكنين البتة. إنها ساعة قوية وعظيمة لا تـجر بقصيدة أو مقال... تنزل بأمنية أو شهية بل بعملكم الطويل الشاق، بصبركم، بآلامكم في بناء هذه القضيـة... وباستمراركـم بهذا العمل الشاق تتحولوا في أعيـن الناس والعالم، من رأي سقيم يقول إنكم عصابة من العصابات تتحوّلون من عصابة يطاردها عـدل أعـوج، إلى جيش ظافر منتصر يشق لهذه الأمة طريق الـحيـاة ونرسخ حقوقها ونقف في... في السويس إلى طوروس ومن البحر إلى زغروس والبختياري...


... إنّ الساعة تأتي نتيجة لعملنا وبنائنا. نحن نبني أنفسنا لا حزب كلام ولا حزب تبجحات شخصية بل حزب حياة وزحف، حزب قتال في سبيل قضية واحدة هي قضية أمة لا قضية أشخاص.
إنّ انتصاراتنا تشهد لنا وتشهد أننا سننتصر في الـمستقبل بعين الرمز الذي ثبّتنا حقيقته مرتين في بشامون ومرات في عماطور وبكفيا وأيام سابقة وستأتي في أيام لاحقة ولتحيى أمتنا ويحيى وطننا.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro